كتاب" إيلي ".. التنصير الأمريكي والترقيع المقدس !



أطلت علينا راعية الصليب العالمي و مصدرة الدجل الإعلامي أمريكا بآخر محاولاتها العالمية في مجال التنصير لسحر أعين البسطاء
في إصدارها لكتاب إيلي ، وكتاب إيلي لمن لا يعرفه آ خر نسخ الكتاب المقدس الوحي المحفوظ الذي لا يمكن تحريفه على مر العصور و الذي لن تقوم للعالم حضارة إلا بتحكيمه بين العباد !
أما عن صاحبنا إيلي فقد تفرد عن الرواة  أصحاب العهد الجديد و القديم وتميز عنهم بما يستحق الإشادة ، فالرجل بالرغم من عدم لقياه أي أحد من أنبياء العهد القديم أو حتى يسوع .. إلا إنه نقل كلا العهدين معا ، ولا عزاء للقديسين ولا آباء الكنيسة .
فبعيدا عن نقد النصوص أو تحقيقها و بعيدا عن علوم الرواية و الدراية التي لم ولن تعرف  أمة الصليب مثلها ،  ومن كواليس هولويود و بمزيد من الحبكة الدرامية و المقبلات السمعية و البصرية التي لا تمت لعالم الواقع بصلة يأتي كتاب إيلي ليحكي للعالم بصورة مسموعة مرئية قدسية الصليب وأهمية الوحي المحرف في إحياء البشرية من جديد وكل هذا في فيلم جديد !
فبعد خراب العالم الذي ترعاه أمريكا واقعا ، وبعد إنحطاط البشر و انتكاس فطرهم حتى أكل بعضهم لحم بعض ، يأتي القديس الأسود موليا وجه شطر الغرب - وكما لو كان الغرب لا يأتي منه إلا كل خير - حاملا في حقيبته النسخة الأخيرة من نسخ الملك جيمس من الكتاب المقدس والتي يقرأها كل ليلة على ضوء القمر!
ولعلي نسيت أن أذكر أن سبب خراب العالم هو ثقب في السماء حرّق كل شئ وأصاب الكثير بالعمى وجعل العيون لا تبصر بيسر إلا من خلال النظارات الشمسية ، ولعل من أعد الفيلم نسى أن بلاده من أهم ثاقبي الأوزون وأشرسهم في العالم ، ولكنها العادة في قلب الباطل حقا في سينما الأمريكان الخادعة !
و إيلي يسير في طريقه في خدمة الوحي نحو الغرب منذ ثلاثون عاما يسلط الفليم  فيها على قرابة الساعتين من تلك الثلاثون ، يمر خلالها القديس إيلي بالعديد من المغامرات و المخاطر و الرجال الأشرار والتفجيرات و التي تصنف كلها تحت القاعدة الدارجه الشهيرة " فط وظط وأكل البط "!
وبالطبع ينجو إيلي من كل هذه المخاطر لأن الرب يرعاه ، وكعادة قصص التنصير و إختبارات العبور الساذجه من ظلمات ما هو خارج الإيمان النصراني إلى ظلمات الإيمان النصراني نفسه ، يسمع إيلي الصوت الذي يخبره أن تحت الركام آخر نسخ الوحي والتي يتوجب عليه أن يأخذها للغرب حيث الأناس الشرفاء الذي يستحقون مثل هذا الوحي !
وفي الطريق يمر بالرجل " الشرير " الذي يبحث عن الكتاب المقدس ليحكم به العالم والذي لن يسمح للقديس إيلي أن يأخذه معه أبدا  ، وبعد الكثير من " التحابيش السينمائية " يعطيه إيلي الكتاب المقدس كي ينقذ روح  بريئة من الهلاك ، فقد آن الأوان أن يعمل بتعاليم الكتاب المقدس ، والذي نسى نيافته مواضع الإرهاب و القتل و الحض عليه والتي  يذخر بها كتابه المقدس !
ثم تأتي المفاجئة ، فبعد كل هذا الهراء من حكايات "بوجي وطمطم"
و الرجال الأشرار و الأكشن تكتشف أن إيلي أعمى ، وليس فقط بل يحفظ الكتاب المقدس عن ظهر قلب ، وحتى النسخه الوحيدة التي كانت  بحوزته متكوبة بطريقة برايل !
وفي أرض الغرب حيث إعادة بناء الحضارة يبدأ إيلي الأعمى في إملاء الوحي مرة أخرى ليظهر الكتاب المقدس بصورته الجديدة للعالم برواية إيلي عن جيمس في كتاب إيلي حيث يطبع الكتاب في مجلد ضخم ، ويوضع في المكتبة و فوق نفس الرف نجد نسخة صغيرة من القرآن الكريم في إشارة متعمدة للفرق الشاسع في المحتوى !
أعلم أن هناك الكثير من علامات التعجب في هذا المقال ولكنني أتسائل أين كان إيلي من الفي عام عجزت النصرانية بعقائدها أن تجد من يحفظ الكتاب المقدس من التحريف فضلا عن أن يحفظه عن ظهر قلب !
أين كنت يا إيلي من ألفي عام عانت البشرية فيهم الويلات على يد النصارى من تخلف و إنحطاط و فساد خلقي وجرائم في حق البشرحتى تاتي اليوم داعيا لتحكيمه ؟!
أين كان إيلي من اغتصاب القسس لأطفال الكنيسة ؟!
وهل الهدف من  مثل هذا الفيلم هو تثبيت قدسية الكتاب المقدس عند النصارى وتنزيهه عن التحريف و الدعوة للرجوع إليه و القتل باسمه وتحكيمه بين البشر و إخبار المسلمين أن القرآن ليس هو فقط الكتاب الوحيد المحفوظ من التحريف ؟
أسئلة قد يستطيع إيلي يوما  ما أن يجيبنا عليها .. وحتى ذلك يوم ندعوا بلهاء الإعلام العربي  أن يتوقفوا عن تقديم منتجات البغاء الإعلامي و الاستفادة من تجربة إيلي في نشر كلمة الحق .

وانتهت كلماتي




1 comments:

Anonymous June 15, 2010 at 10:15 AM  

اممممم ...برضه نفس القصائد والمقالات
...يابنى اكتب حاجات جديدة ولا الابداع راااح ؟؟؟ ما علينا مدونة رائعة بجد ...مع انى حافظة كل اللى فيها من زمان ...بس يا حبيت ارفع من روحك المعنوية ...

Post a Comment


عن كلماتي المنتهية

لَا أَزْعُم الْبَرَاعَة الْأَدَبِيْة ، وَلَا الْدُّرْبَة الْلُّغَوِيَّة ، وَلَا الْمَوْهِبَة الْفَذَّة ... لَكِنَّنِي أَنْزِف كَلِمَات إِنْتَهَى فُؤَادِي مِن بَثَّهَا قَبْل أَن تُفْرِغ أَنَامِلِي مَن خَطَّهَا هَاهُنَا ... كَلِمَات تَخْتَص بِكُل هُم يُجَيِّش فِي نَفْسِي ، وَكُل كُرَب يُخَيِّم عَلَى أُمَّتِي، وَكُل بَارِقَة أَمَل تَتَخَلَّل عَتَامَة الْوَاقِع كَي تُنْيْر لَنَا الْطَّرِيْق .. كَلِمَات أَسْأَل الْلَّه أَن يَكْتُب لَهَا الْقَبُوْل وَيَجْعَلُهَا لَنَا لَا عَلَيْنَا ... فَرُبَّمَا نَفْنَى وَتَفْنَى مَعَنَا الْكَلِمَات ، وَرُبَّمَا يَبْقَى لَهَا أَثَر .. لَكِن الْشَّاهِد لَنَا أَنَّهَا سَتَنْتَهِي مُهِمَّا طَال بِهَا الْأَمَد ... مُرَحِّبا بِمَن يَقْرَأُنِي حَيْثُمَا كَان .. وانتهت كلماتي

شاركهم الكلمات إن أعجبتك !

ShareThis

بعض من أحبوا المكوث هنا