لسنا دعاة فتنة ولكننا نسأل !

لا يخفى على ذي لب كم التموج الهادر في المجتمع المصري في الشهور الماضية ..
وليست التغيرات على المستوى السياسي أو الديني إلخ إلخ ..
فالتغيرات كلها تسير نحو الأسوء و الأظلم تغذيها أجندات اجنبية ومشاريع نفعية داخلية ، لكن مما لفت نظري هو التصعيد العنيف من قبل الكنيسة المصرية الأرثوذكسية بزعامة شنودة أو " نظير جيد " بطريرك النصارى الأرثوذكس ..

من مظاهر التصعيد في الفترة المنصرمة ..
بث فضائية الحياة القذرة على النايل سات لمدة اسبوع كامل تبث فيها قذارتها و أكاذيبها ضد الأسلام و النبي الكريم محمد صلى الله عليه و آله !

ثم خروج مظاهرات يترأسها قسس يرفعون لافتات عليها مسدس و صليب و ينعتون انفسم باسم الكتيبة الطيبة للمطالبة بحقوق الأقباط المهضومة ..!

ثم نشر قذارات الكلب الأجرب القمص مرقص عزيز أو فيما يعرف حركيا على الانتر نت باسم الأب يوتا في جريدة الدستور و المصري اليوم التي يمولهما الملياردير النصراني ساويرس ..
والمدعو يوتا له رواية يسب فيها النبي محمد صلى الله عليه و سلم اسمها " تيس عزازيل في مكة "..

ونفس القمص صاحب تنظيم مظاهرات النصارى في امريكا و التي حذر فيها الرئيس المصري " مبارك " من قوة بطش الصليب وانه سينتهي كما نتهى نيرون و عليه ان يتعظ بالسادات ..!

ثم متسلسلات اغتصاب النصارى لفتيات المسلمين بمعدل 3 فتيات في ظرف اسبوعين احداهما لم تبلغ ال 13 من عمرها .. بل و تصويرإحداهن و نشر المقطع على الانترنت و العجيب ان احد هذه الحوادث قامت فيها زميلة الاخت المغتصبة باستدراجها لشقتها بحجة انها ستزور صديقتهما المتغيبة عن المدرسة .. ثم قامت بتصوير زميلتها أثناء اغتصاب أخاها النصارني لها !

ويليها تجييش جيش من المحامين " 13 " محامي من قبل الكنيسة للدفاع عن جرجس بارومي أحد هؤلاء الذئاب!

ثم تسليم و خطف المسلمات الجدد للكنيسة ليسمن سؤ العذاب كما حدث مع وفاء قسطنطين من قبل ..
ففي ظرف شهر اختطفت عصابات الكنيسة 3 مسلمات جدد و تفاصيل الاخبار منشورة في كل مكان !

و مرورا بتفتيش المصلين في الازهر الشريف من قبل القساوسة الذين ملئوا ساحته بحثا عن زوجة القس الاخت " كامليا " و التي أسلمت ورغبت في إشهار إسلامها في الأزهر ..!

ثم تسليم الامن لها لقسس الكنيسة حتى يقوم النصارى ب تظبيطها كما صرح بذلك احد القساوسة تعليقا على الموضوع بقوله ان كامليا في مكان امين و بيتعملها غسيل مخ ومحدش عارف المكان عشان احنا هانظبطها فيه وذلك على فضائية من فضائيات النصارى !

وآخرا ضبط سفينة محملة بالسلاح و المتفجرات قادمة من اسرائيل عن طريق بورسعيد و صاحب السفينة و الشحنة هو نجل مسؤل مطرانية بورسعيد !

فهل بعد ذلك يقال اننا دعاة فتنة أم مستضعفون في بلادنا التي تدعي الإسلام ..

وهل يجب ان نظل مكتوفي الأيدي في خضم هذا التصعيد الفتاك و الذي لا يحمل للمسلمين إلا كل شر ؟!

وهل نصر على إدمان البله بدعوى ان هذه حوادث فردية لا تشرف عليها الكنيسة ؟!

مجرد تساؤلات تنتظر نقاشا و إجابة .. أعود لاحقا إن لم تطلني هذه الأمواج بإيقاف برئ !


وانتهت كلماتي

--------------------------------
ملحق

بث فضائية الحياة على النايل سات ..
http://www.tanseerel.com/main/articl...rticle_no=7978

موقع الكتيبة الطيبة


بالصور مليشيات الكتيبة الطيبة في مصر


فديو الاب يوتا هو مرقص عزيز


فديو مرقص عزيز يهدد مبارك من مظاهارات امريكا


الاب يوتا كاتب رواية تيس عزازيل في مكة



أعتذر عن وضع الروابط النصرانيه لأنها تحتوي على الرواية ..
مرقص عزيز في احد مظاهرات النصارى في امريكا


فديو مرقص عزيز و عصر الاستشهاد الجديد


صوتي مرقص عزيز وفتواه الأخيرة بقتل من يسلم من النصارى


ملف جرجس بارومي احد مغتصب الفتيات المسلمات
http://www.tanseerel.com/main/articl...=3256&search=1
http://www.tanseerel.com/main/articl...=4402&search=1
http://www.tanseerel.com/main/articl...=5784&search=1
http://www.tanseerel.com/main/articl...=6180&search=1
http://www.tanseerel.com/main/articl...=8569&search=1
تسليم المسلمين الجدد للكنيسة
http://www.tanseerel.com/main/articl...=5320&search=1
http://www.youtube.com/watch?v=T4Gni0J1OcI
http://www.youtube.com/watch?v=hCldluU2aHs
http://www.youtube.com/watch?v=9O-Ls9GSESk
تعليق الشيخ ابراهيم الحماحمي على تسليم المسلمات
http://www.youtube.com/watch?v=E6Y6Wl7IKbk
ملف كامليا شحاته زوجة الكاهن التي سلمت للكنيسة
تفاصيل اسلام كامليا
أنباء عن محاكمة كاهن دير مواس والكنيسة تكذب في تحديد مكان اعتقال كاميليا

تسجيل المرصد لمرافقي كامليا في رحلتها للازهر

مفاجئات جديدة في قضية الاسيرة المسلمة كامليا

النائب العام يحفظ البلاغ الخاص باختفاء كامليا

أجهزة الامن تجهض مظاهرة دعت لتحرير كامليا

الانبا اغاثون واعترافه بتسلم وتغييب كامليا من قبل الكنيسة

تعليق الشيخ مصطفى العدوي على قناة الناس بخصوص تسليم كامليا

تعليق الشيخ الدكتور ياسر برهامي على تسليم المسلمات للكفار

لقاء كامليا بشنودة

بيان جبهة علماء الازهر بخصوص خطف كامليا

صورة كامليا بالحجاب الشرعي

تفاصيل جديدة بخصوص كامليا

ضبط سفينة محملة بالمتفجرات تابعة للكنيسة

وزير الداخلية وقرار اعتقال صاحب السفينة




ما اتيت به من أدلة على سبيل المثال لا الحصر ومن اراد التثبت فليبحث على الشبكة و ليستزيد من مواقع الاخبار

رحلتي والأمل .. القصة الحائزة على المركز الأول في مسابقة لنصرة النبي



لو كانت ترقي أن تهدى ... لهديتها له ...







رحلتي والأمل ..



تتسارع نبضات قلبي .. وحق لها ذلك .. فما سمعت اليوم وما رأت عيني لهو شيء 


شنيع ...

 

بالكاد أتفادى المارين في الطرقات .. بالكاد تتحملني ذرات الرمال في خطوي عليها .. 
يجب إن أحدث أمرا .. يجب ألا اصمت ...

مئات الأفكار تقاذفت في عقلي ... ألوف المشاهد و الكلمات تموجت في ذهني ... لكن 


سؤالا في شكل رمح أصاب لب فكري ...

- " ماذا لو كانوا علي الصواب وكنتُ أنا علي الخطأ...؟!"..



كل شيء ينبئ بذلك فها هي الحياة سائرة بلا كدر .. وهاهم قومي في دعتهم و عيشهم


لا يأبهون ..

يا الله !! ..

.. ما هذا الهدوء الذي يغلفهم .. أتراهم علي الصواب ... أم تكون قناعاتي و أفكاري 


هي الخطأ؟؟

عدوا قطعت بحر الطريق و علي الدرج قذفني غضبي وحملتني أقدامي إلي حيث اقطن ... 

إلي ذلك الباب .. أم تراه وهما هو الأخر؟!! ..

دلفت إلي داخل شقتي .. لم أعر ابتسامة زوجتي الحسناء بالا ... ولم ألتفت إلي ذلك 


الصغير ذي الأربعة أعوام اللاهي بين ألعابه ..

ما من سبيل للتأكد إلا عبر السفر بالزمن .. وسبر أغوار التاريخ و معرفة الحق .. 


هكذا حدثتني نفسي .. واحمد الله أنني من القلائل في هذا العالم الذين يجيدون السفر ..

من القلائل الذين يعلمون متي يتوقفون في تلك الحقبة ..متي يمكثون .. وأي الأزمنة 

يبغون ..

سريعا دخلت إلي مكتبي ... سريعا أزاحت راحتي - اللهفى - الأتربة عن وسيلتي .. 


سريعا راجعت القواعد ..

حيادية ... 


ضبط نفس ...


اترك ما سمعت وما اقتنعت و دع عيناك تخبرك الحقيقة ...


لا تأسف علي الألم ولا تبالغ بالفرح فليس في يديك المكوث ولا تغيير الأحداث ..

لكم أراحتني تلك القواعد .. ولكم آلمتني أيضا .. 


تأكدت من غلق النوافذ .. و الستائر .. فانا لا أريد أي سبب يزعجني في رحلتي .. 



تخيرت ركن الغرفة .. لطالما سافرت منه الساعات و الأيام و الشهور بل و الدهور 


كاملة ...

سميت بالله وبدأت ...

ها هي الكلمات تحيط بي .. الأنجم تتلألأ .. الليل و النهار يتعاقبان في سرعة خرافية 


... برق ورعد .. ضحكات و بكاء .. كره وحب ...

وجدت نفسي في نهاية المطاف واقفا تحت سياط من لهيب الشمس ... يتصبب العرق


مني برغم إنني لم اصل إلا من ثوان معدودة ...!

أذاك الصوت البعيد صوته ؟؟؟ .. تساءلت في حيرة و مزيج عجيب من الفضول و 


الشوق...

جريت لأراه شامخا مهيبا جميلا صادعا بالحق ... وحوله الناس ينظرون .. مابين 


مبهور و حاقد ..

يتقدم احدهم .. قد تمعر وجهه غضبا و سخطا و حقدا .. يتفوه ببضع كلمات مشيحا 


بيديه ثم يولي هازئا ...

التفت إلي صاحب الصوت - صاحب المقام - فإذا مسحة من حزن مشوبة بتصميم 


وإرادة قد علت وجهه ..

- "ماذا تنتظر..؟؟ " ..

كذلك حدثتني نفسي .. فلأذهب وأسأله .. خطوت الأولى .. ثم الثانية من خطواتي .. 


لأرى الأرض غير الأرض .. والسماء غير السماء ..

دُهشت من جمال ذلك الطقس ..


كم هي جميلة جذوع النخيل المتعانقة في خجل .. 


وأولئك الصبية الصغار ..كم هي مريحة قسماتهم.. بريئة نفوسهم .. 


طاهرة سرائرهم ..

- "وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته " ...

قالوها في صوت واحد ضاحكين .. يتدافعون لكي يسلموا علي صاحب التحية ..

يا لله..

 
انه هو ..باسم ثغره جميل محياه .. تأمل قلبي نسمات رحمته في مسحه لرأس ذاك .. 



وحمله لذلك .. ومداعبته لهذا ..

كم تمنت نفسي لو كنت أحد أولئك الصبية الصغار , كي يحملني بين ذراعيه , كي 


يعطيني بضع تمرات بيديه.. 

كم تمنيت لو عاد بي الزمان للوراء .. كم وكم و كم .. لكنها كانت محض أمنيات بقلبي


تستعر , لذلك لن أحاول الاقتراب , فأنا اعرف أنني لن أستطيع أن أحادثه ..



اكتفيت بالنظر متحسرا حزينا ومتيقنا من كون ما قيل هو محض افتراء ..

التفتّ إلي يميني لأقي عيني من تناثرات الرمال علي وجهي ..وما أن هدأت بعثرات 


الريح من ثورتها , حتى رأيت القوم كأن على رؤوسهم الطير ..

بعضهم قد أجهش في البكاء .. والأخر قد أخرسه الذهول .. 


أحدهم قد استشاط غضبا..

لا أخفي كم تأثري برؤيته كاشفا بطنه .. راضيا بما قضى , لكنني صعقت من ذاك 


الرجل المتقدم في سيره .. قد احكم قبضته علي العصا .. ما تقدم خطوة إلا وزاد 

بكاؤهم ..ما تقدم خطوة إلا وانهمرت دموعي ..

- "فليدعني احدهم امسك به .. دعوني وأنا كفيل بمنعه عنه "...


قلتها في أسي لكنني تذكرت أن القواعد هي القواعد ..

(لا سبيل لتغيير الأحداث) ..

اختلج قلبي من الألم و بللت دمعاتي العاجزة الثري , و أشحت بوجهي فقلبي لن يحتمل


أن يرى ذاك المنظر .. القائد العظيم و الفارس المغوار و الشهم النبيل يُضرب من احد

الجنود ... لن احتمل أن أرى من في مقامه يهان ..

وليت عن هذا الموقف هاربا .. تجابهني الرياح .. تفتت قطرات أدمعي في الهواء 


رذاذا هائما .. أحاول الهرب وهي تثنيني عنه وكما لو كانت تريد مني أن أعود مرة 

أخرى ..حتى خطواتي تدافعت للوراء .. إلى حيث الموقف العظيم والخطب الجلل ..

رجعت لأرى ذلك الجندي قد أذابت الدموع حدته وإصراره السابق علي القصاص ..


رجعت لأسمعه يقول : "جسمي لجسمك فداء " ..

يقولها ويبكي و يُبكي من حوله الناس ..


تجرعت مرارتي .. وأن أتذكر أوصافهم اللعينة .. ومقالاتهم المشينة .

.
آه لو علموا عدله .. آه لو علموا حلمه ..


لكن الحقد لا شك يعمي القلوب التي في الصدور ..

لم أفق من شجني إلا علي صوت الصلاة في داخل ذاك المسجد الصغير .. أفقت لأرى


أناس في صلاتهم خاشعون .. إمامهم رجل رقيق .. شيخ طيب القسمات .. وأنى لمثله

ألا يكون كذلك ..

أخذت أتأمل صلاتهم حتى قطعت تلك التأملات حركه خفيفة من خلف ستر مرخي ..

يا الله ..

انه هو .. يا ترى ما سر هذا الإرهاق البادي علي وجهه؟؟ ..

سارعت نحوه .. وددت أن أطمئن علي تمام صحته .. لكنه كان قد أرخي الستر مرة


أخري .. أرخاه وقد بدت أنوار الرضا تشع من وجهه ..

في هدوء ولجت الستر لأري أمامي الشيخ صاحب القسمات الطيبة .. مستندا إلي جدار 


..باكية عينه .. قد ألبسه الحزن جلبابه الأسود ..

وفي الطرقات رأيت أقوام مثله .. احدهم قد أسند رأسه إلي حائط ترعد أوصاله من 


النشيج ..
احدهم لم تقو أقدامه علي حمله ..
 

فزع قلبي ..

- ماذا حدث؟ .. ما الخطب ؟..

جريت يمنة ويسرة عل احدهم يخبرني أن ما يجول بخلدي لهو مجرد نزغات شيطان ...

- "أين داره ..؟؟ , فليخبرني أحدكم .."

هكذا صرخت كلماتي .. هكذا تساءلت نفسي متغاضية عما لا تحب أن تصدقه ..

مالهم لا يعون ما أقول .. بالله عليكم أجيبوني .. بالله عليكم طمئنوني ..

ولكن لا حياة لمن تنادي كلنا كنا سواء .. رجالا و نساء .. أحجارا و نخيلا ... كلنا 


نضج بالحزن .. كلنا باحت عيناه بالألم ...

مزق ذلك السكون الباكي صوت جوهري .. هرعت إليه لأري فارسا عظيم الجسم .. 


غاضبة ملامحه .. مفجوع قلبه .. قد اشهر سيفه يتوعد الناس ...

- "من كان يعبد محمد ...

صدع الشيخ الأسيف بها .. جريت نحوه .. بالله لا تكملها .. أيها الشيخ بالله لا تكملها .


. أرجوك لا أقوى علي سماعها .. أرجوك لا تصعق فؤادي ..
 

جثوت علي الأرض .. تعلقت بثوبه لكنه لم يلتفت وأكمل ..

... فإن محمدا قد مات " ..

قالها وكأن قلبي توقف .. قالها لتتتابع من حولي الأكوان .. قالها لأرى الشمس في 


عليائها تخبو .. والقمر لا يرضيه إلا وجه المحاق ..

قالها وأظلمت من فوقي السماء .. وغارت في غياهب الغموض الأرض ..

...

أغلقت الكتاب وقد ذابت صفحاته من دموعي .. ونطق لساني حزينا ..

- "طبت حيا وميتا يا رسول الله "


نطق بها وقد أدركت مدي افترائهم وحقدهم ... أدركت كم كانوا يكذبون .. أدركت كم


كنت مفرطا .. كم كنت منهزما حينما سمحت لأمثالهم أن يقولوا كذباتهم الخسيسة ،

وأن يصورا رسومهم الملعونة.

ناديت علي صغيري .. وقبلت رأسه .. وقد عزمت أن أصحبه معي في رحلاتي 


القادمة إلي نفس الحقب .. سأصحب كل الكون معي ..كل من اعرف ومن لا اعرف

وإن رفضوا صحبتي , فأنا كفيل بجلب ما رأيت إليهم ..


- " أبي ما هذا ؟ "


قالها ابني - محمد - في براءة ..

أجبته : "هذا التاريخ يا بني .. فلتبحر فيه .. وهذا المستقبل الذي تصنعه فلا تتأخر عنه ..
فأنت الأمل الوحيد في صناعته .. 


أنت الأمل الوحيد..

في الذب عنه ..
.
.
عن نبيك محمد.. "صلي الله عليه وسلم ".





وانتهت كلماتي







لا تمــــــوت

منفي .. هكذا يظن من يراه .. وإلا فلم آثر الوحدة ، ولم أدمن الصمت  ولم توقف عن ما عاش لإجله ؟
ربما كان خياره ، وربما لم يكن .. ليس هذا ما يهمك أن تعرفه ،
مثله كثر، لكنه يختلف ،  تماما كاختلاف جنات عدن عن حفر السعير ..
من أقرانه من اعتلى  هاويات السقوط ، منهم من تملق ، منهم من تعامى وكذب ، منهم من غيب الحقيقة في غيابات الوهم ..
لكنه اختلف عنهم بعشقه  ، فقلد أحب بصدق بكل  ما يحتويه  عوده النحيل من قطرات الحياة ، واستنشق عشقها فاستحالت  دفقات قلبه السوداء نورا رقراقا  ، فتارة تراه يمشى رشيقا هامسا  كرفرفات الفراشات  لاتسمع لها صوتا لكن نسيم مار  بجوراك يحدثك عن مرسله ..
 تارة  يفيض حنانا ورفقا , وكثيرا ما باح علما وأدبا ، ولو احتدم تطاول السفهاء تجده قد  شمر وكشر ، و ألهب ظهورهم وأرعد فرائسهم هكذا بلا خوف أو أناة أو تردد ، لكنه إذا صدع بحق ، ُنفي وغيب كما تراه اليوم ..
هو يظن أنهم لم ينفوه عن العالم و لا يلتفتون إليه ، وقد تقول  ربما لأنه لا يعنيهم .. ربما لأنهم لا يرونه ، لكنه  لا يهتم كثيرا بعشواء الافتراض ووسوات التخرص ..  فهو يعلم أنهم من نخالة الوحل و دعاة التسفل .. يعلمون نقاط ضعفه جيدا ، حبيبته .. نعم حبيبته  يأخذونها .. يغيبونها ويتركوه هكذا في لجج الانتظار ضاربا كف الأمل بكف الدعاء ..
ولو حدثك عنها .. لصمت كثيرا قبل ان يشرع في حديثه . كثيرا ماوصفها بالحبية الوفية و محراب الطهر الذي دائما ما يحتضنه ويؤي إليه ..
يوما إلتقيا كعادتهما لقاء الأحبة ، عانقته ففاض نورا مرسلا .. همت ببوح في صدره ، لكنها لم تتم عذب حديثها .. فلقد فرقوا بينهما وقطعوا أوصال بوحهما .. يالنذالة المفرطة ... ألم يعلموا كيف يكون المحبان  حال فراقهما  .. ألم يقرأوا  في التاريخ -  يوما- عن قلوب جنت وأخرى تاهت وضلت وغيرها  كبتت  فانزوت  وقٌتلت ..
ينظر إلى محيط أرضه الأبيض ثم يجيب بأن مثلهم لا يدركون ما يعرف ، لأن لهم قلوب لا يعقلون بها ، أو لافتقارهم  لخليلات تبثهم ما تبثه خليلته في جوفه من حديث ..
جاف حلقه ككهوف الصحراء .. أتراه يموت ..أترى تكن هذه نهاية حبه ، أو ولتقل حياته ..
فما عاش إلا ليلتقيها ويصغي لحديثها ثم يترجم ما بثته لقلوب أخرى لعلها تحيا كما حيي !
يراها معلمته ومشردته ونور عينه ، يراها خليلته و رفقيته وحبيبته ، يراها ويملأ برؤياها صدره  ويخشى أن يرحل قبل ان يراها ..
لا يتسطيع أن  يتقلب يمنة او يسرة .. لا يستطيع التحرك ..
كما آلمه شلله عن الحركة ... وكم أخبرته أن أحاسيسها ترفرف فرحا- إن حملته يوما - كفرحة الأم حين تحمل وليدها ..
كم أخبرها أنه يحزن لإثقاله عليها .. وكم اعتذرت له كونها حملته ما قد لا يطيق ..
كم أشاح عنها لخرس لسانه . وكم ضمته إليها مواسية لإحساسه محفزة لبيانه ..
هكذا كانت تلك العلاقة السامية بينهما .. حب متبادل .. احترام وإجلال و  ثقة ، فمن اول يوما رأها أخبرها أنه لا يريد ان يهواها ، فهوى مثلها غواية .. أخبرته أن ليس لمثلها شبيه ممن قد رأهن من قبل ، هم بالكلام فاحتضنته وضغطت على صدره ، فهاجت قطرات الحياة بداخله ، ثم صدقها وشرع في مهمته ..
واليوم يخشى أن يخبروه عن رحيلها عن الدنيا ، فالجلبة في الخارج لا تحدث إلا عندما يأتوا  كي يبعدوها عنه .. عندما ترسف  في الأسر وهي بالفعل مأسورة فما الجديد ؟
ينظر عاليا إلى  مصباح السقف المتأرجح في وجل ،  يحاول أن يتذكر بعضا من مقولاتها قبل أن يموت .. فقد علمته الكثير ..
يتلعثم في خرسه  .. ينسى .. يهم بالبكاء شوقا لها ..
لكن الباب يفتح .. ينظر إليها .. يراها مقبلة في اشتياق
يخاطبها بعينه أن عانقيني قبل أن أموت ..
تقترب منه في لهفة .. تعانقه بقوة وحنان ...
يغشى عينيه ضباب الفراق .. لكنها تحتويه وتمسح على رأسه برقة ..
تخلف على جبينه قطرات دافئة .. قانية اللون ..
تنتابه إنتباهة الموت ..يهم بسؤالها لم تكسوك الدماء ..
لكنها تحقنه ما يحيه  قاطعة  سؤاله .. يمتلأ بالسواد .. أتراه الظلم أم ما يرطب جوفه من حياة ..
تعتصره ليس كما اعتاد ، ولكن بقوة ،  كما لو كانت تبثه أحاسيسها الأخيرة ..
تحتوية وتضغط على جنبيه وتخبره .. فبيكي حزنا .. ويسطع نورا .. ويهزم رعدا عبوسا ..
يجري فوق الساحة البيضاء يمنة ويسرة .. يعلوا ويهبط .. كمجنون مسه الصرع ... وهي لا تزال في عناقها له ضاغطه ..
ينزف ومن فوقه نزفها .. تحدثه بلا كلمات حديث القلوب فيصغي ويجري و ينزف ..
يزداد وهنه .. ويخف عناقها عنه رويدا رويدا .. تتتغيم الصورة أمامه .. ترتعش هي من فوقه ..
تسقط ويسقط  في أحضانها فوق الساحة التي ماعادت بيضاء ..
تغير وضعها من حول جسده وتشير إلى لا مكان في توحد . يسمع من فوقه كلمة لطالما أخبرته أنها ما عانقته  أو أحبته إلا  أجل هذه الكلمة  ..
وما أٌسرت وما فرقوا بينهما إلا من أجلها ..
لا إله إلا الله ..
يسمعها ويبتسم ثم يهوي بين الأنامل التي عشقها قلما شهيدا فوق الورق  يغطي جسده دمائها ويغطي حبره النازف أطرافها .
.يهوي  وقد علم أن نزيف الدم النازف حبرا مكتوبا لا يولد إلا كلمات لا تموت ..


وانتهت كلماتي

حالة حزن




و بمشي كتير

يرافقني ف مشيي الطير

يغنيلي
بصوت مكتوم

ينوح اللحن من قلبه


ويجري الدمع فوق خده


ويبكي بكاه على حالي


بكى المكلوم


وفين نفسي؟؟


تسيبني وحيد ف وسط الحزن متكمم


عنيا السوده مش شايفه


غير الأحزان بتتكلم


وبتنادي
ندا المهموم

وصبر أيام بينساني


يعاتب قلبي من قلبه
بصوت مكتوم

وفين املي يخلصني


ينادي بقوة من قبره


"غراب الهم يامعشش على سطحي


وسامم بالصراخ جرحي


ياقايد فكري من نارك


ف عز النوم

.
.
ياصوت مبحوح

ياناضح دم متجلط ف وسط جروح


سكون الليل بيسمعني


بيملى م البكا بحره


ويشهد إني بدعليك


تموت مدبوح "


يارب كريم


نسيت إنك بحالي عليم


نسيت عفوك
و شوق وصلك

نسيت إن الهموم
نقطه

ف بحر غيوم


ونور حبك


يدوبها


ويجرفها


بعييييييييد وتروح


نسيت إن التراب الاسود


بيتشقق


بتخرج من تجاعيده


زهور بيضا وعطر يفوح


معايا رفيق يغنيلي


يرفرف فوق سما نيلي


يفكرني


بإن الحزن/ نار قايده


يطفيها


كلام ربي


ودعوة صدق من والدي


وبسمة طفل يضحكلي


وصدر كبير


يخليني


أوارب باب لكل صديق


وأنده له


أنا بيت الصحاب/ واسع


وزرع الحب فيه يافع


وباب ليكم


على أرض الرضا دايما


بكون مفتوح





وانتهت كلماتي



كتاب" إيلي ".. التنصير الأمريكي والترقيع المقدس !



أطلت علينا راعية الصليب العالمي و مصدرة الدجل الإعلامي أمريكا بآخر محاولاتها العالمية في مجال التنصير لسحر أعين البسطاء
في إصدارها لكتاب إيلي ، وكتاب إيلي لمن لا يعرفه آ خر نسخ الكتاب المقدس الوحي المحفوظ الذي لا يمكن تحريفه على مر العصور و الذي لن تقوم للعالم حضارة إلا بتحكيمه بين العباد !
أما عن صاحبنا إيلي فقد تفرد عن الرواة  أصحاب العهد الجديد و القديم وتميز عنهم بما يستحق الإشادة ، فالرجل بالرغم من عدم لقياه أي أحد من أنبياء العهد القديم أو حتى يسوع .. إلا إنه نقل كلا العهدين معا ، ولا عزاء للقديسين ولا آباء الكنيسة .
فبعيدا عن نقد النصوص أو تحقيقها و بعيدا عن علوم الرواية و الدراية التي لم ولن تعرف  أمة الصليب مثلها ،  ومن كواليس هولويود و بمزيد من الحبكة الدرامية و المقبلات السمعية و البصرية التي لا تمت لعالم الواقع بصلة يأتي كتاب إيلي ليحكي للعالم بصورة مسموعة مرئية قدسية الصليب وأهمية الوحي المحرف في إحياء البشرية من جديد وكل هذا في فيلم جديد !
فبعد خراب العالم الذي ترعاه أمريكا واقعا ، وبعد إنحطاط البشر و انتكاس فطرهم حتى أكل بعضهم لحم بعض ، يأتي القديس الأسود موليا وجه شطر الغرب - وكما لو كان الغرب لا يأتي منه إلا كل خير - حاملا في حقيبته النسخة الأخيرة من نسخ الملك جيمس من الكتاب المقدس والتي يقرأها كل ليلة على ضوء القمر!
ولعلي نسيت أن أذكر أن سبب خراب العالم هو ثقب في السماء حرّق كل شئ وأصاب الكثير بالعمى وجعل العيون لا تبصر بيسر إلا من خلال النظارات الشمسية ، ولعل من أعد الفيلم نسى أن بلاده من أهم ثاقبي الأوزون وأشرسهم في العالم ، ولكنها العادة في قلب الباطل حقا في سينما الأمريكان الخادعة !
و إيلي يسير في طريقه في خدمة الوحي نحو الغرب منذ ثلاثون عاما يسلط الفليم  فيها على قرابة الساعتين من تلك الثلاثون ، يمر خلالها القديس إيلي بالعديد من المغامرات و المخاطر و الرجال الأشرار والتفجيرات و التي تصنف كلها تحت القاعدة الدارجه الشهيرة " فط وظط وأكل البط "!
وبالطبع ينجو إيلي من كل هذه المخاطر لأن الرب يرعاه ، وكعادة قصص التنصير و إختبارات العبور الساذجه من ظلمات ما هو خارج الإيمان النصراني إلى ظلمات الإيمان النصراني نفسه ، يسمع إيلي الصوت الذي يخبره أن تحت الركام آخر نسخ الوحي والتي يتوجب عليه أن يأخذها للغرب حيث الأناس الشرفاء الذي يستحقون مثل هذا الوحي !
وفي الطريق يمر بالرجل " الشرير " الذي يبحث عن الكتاب المقدس ليحكم به العالم والذي لن يسمح للقديس إيلي أن يأخذه معه أبدا  ، وبعد الكثير من " التحابيش السينمائية " يعطيه إيلي الكتاب المقدس كي ينقذ روح  بريئة من الهلاك ، فقد آن الأوان أن يعمل بتعاليم الكتاب المقدس ، والذي نسى نيافته مواضع الإرهاب و القتل و الحض عليه والتي  يذخر بها كتابه المقدس !
ثم تأتي المفاجئة ، فبعد كل هذا الهراء من حكايات "بوجي وطمطم"
و الرجال الأشرار و الأكشن تكتشف أن إيلي أعمى ، وليس فقط بل يحفظ الكتاب المقدس عن ظهر قلب ، وحتى النسخه الوحيدة التي كانت  بحوزته متكوبة بطريقة برايل !
وفي أرض الغرب حيث إعادة بناء الحضارة يبدأ إيلي الأعمى في إملاء الوحي مرة أخرى ليظهر الكتاب المقدس بصورته الجديدة للعالم برواية إيلي عن جيمس في كتاب إيلي حيث يطبع الكتاب في مجلد ضخم ، ويوضع في المكتبة و فوق نفس الرف نجد نسخة صغيرة من القرآن الكريم في إشارة متعمدة للفرق الشاسع في المحتوى !
أعلم أن هناك الكثير من علامات التعجب في هذا المقال ولكنني أتسائل أين كان إيلي من الفي عام عجزت النصرانية بعقائدها أن تجد من يحفظ الكتاب المقدس من التحريف فضلا عن أن يحفظه عن ظهر قلب !
أين كنت يا إيلي من ألفي عام عانت البشرية فيهم الويلات على يد النصارى من تخلف و إنحطاط و فساد خلقي وجرائم في حق البشرحتى تاتي اليوم داعيا لتحكيمه ؟!
أين كان إيلي من اغتصاب القسس لأطفال الكنيسة ؟!
وهل الهدف من  مثل هذا الفيلم هو تثبيت قدسية الكتاب المقدس عند النصارى وتنزيهه عن التحريف و الدعوة للرجوع إليه و القتل باسمه وتحكيمه بين البشر و إخبار المسلمين أن القرآن ليس هو فقط الكتاب الوحيد المحفوظ من التحريف ؟
أسئلة قد يستطيع إيلي يوما  ما أن يجيبنا عليها .. وحتى ذلك يوم ندعوا بلهاء الإعلام العربي  أن يتوقفوا عن تقديم منتجات البغاء الإعلامي و الاستفادة من تجربة إيلي في نشر كلمة الحق .

وانتهت كلماتي




رسائل من الجحيم







ها هو يوم آخر من أيام الجحيم التي نعيشها .. شمس محرقة تلتهم جلودنا البيضاء ... كره عارم يسري في أوصال من يرانا ... كل شئ  - هنا - يكن لنا الكره .. كل حجر يود لو تفجر في وجوهنا ... الطيور عندما ترانا تخرس عن الغناء وتولي هاربه ... سحب السماء لاتريد - مذ  قدمنا - أن تظلنا ولو للحظة واحده ... لا أنكر أن مجيئي إلى هنا كان من أشنع أخطاء حياتي التي لم تتخطي عامها الثاني و العشرون ... لم أعتد أن أروي أو أقص أحداث حياتي ، لكنه االسبيل الوحيد للتخفيف عن معاناة أعيشها ..فلا أحد هنا يسمع الآخر... قلوبنا شتي .. أعمارنا تتفاوت ... أحلامنا هي الهرب ... أغلب أوقاتنا سكاري أو مخدرين ...
حتي المايجرونا التي لم أكن أطيق رأحتها فقدت تأثيرها المخدر ... لكنني في انتظار الخلاص..
صلي من أجلي كي اعود ..

ديفيد جونز في الخامس من ايلول 2006


***********

أكتب اليوم وانا اتحسس كفي من الفرح او فلتقولي الدهشة ، لا أعلم تحديدا، فنفسي تهيج بمشاعر متناقضة ، فاليوم وفي تمام الساعة 1630 كان من المفترض أن أتولى قيادة الهامر ولكن بعد شجار أمس على إثر غش "لوك" في لعب الورق أعلنت عن رفضي لقيادة الهامر وليقودها هو كل الطريق ، وشكرا للمسيح على ذلك فبينما نحن جلوس في الهامر إذ برصاصة قناص تخترق يد لوك عندما كان يعدل من وضع خوذته .. أووه لقد أصبح في  كفه ثقبا كثقب الباب ..في الواقع شعرت بسعادة لأنه حقير ويغش في اللعب ويسرق أموالنا بغشه هذا .. بجانب أنه يعشق الجنس بكل انواعه ..حتى إنني إكتشفت أنه ماعاد يكتفي بالمجندات بل إتجه للشذوذ مع المجندين أيضا ! سحقا له ..كم أكره الشواذ ..أنظر إلى كفي و أشكر الرب لأنه كان مكاني .. فالواقع هنا يعج بالحوادث وخاصة من  قناصو المتمردين .. ف "توم " المسكين وعشيقته ماتا معا برصاصة قناص واحدة .. وفي الرأس .. أعلم انه يصعب عليك تخيل هذا ولكنه ما حدث ، ياللخسارة الفادحة فقد إلتقى هنا بها على هذه الأرض الموحشة وعزما على الرحيل لبناء منزل بحديقة بعد أداء الخدمة وأخذ المكافأة من الجيش , وهاهم قد رحلوا عن دنيانا برصاصة لعينة لا تساوي دولارا واحدا ..ياللمفارقة الحزينة أحبا وأخلصا في حبهما ثم رحلا إلى الجنة عن هذا الجحيم فليباركك الرب ياتوم و لينقذني الرب حتى أعود إلى الوطن .. أتسائل أحيانا مالذي أفعله هنا ؟ وهل حقا ساعود ؟
كما أشتاق إليك خليلتي .. كم أشتاق إلى الرفقاء وساعات المرح .. عندم كنا نخرج إلى الغابة ونخيم هناك ونحتسي الجعة  حتى الصباح .. يالها من أيام ..على أمل العودة قريبا
حبي و إخلاصي لك دائما ..

ديفي في العاشر من أيلول 2006  

*********
إنه الجحيم .. إنه الجحيم  لا أعلم ماذا أقول هذه ثالث رسالة لي في هذا الشهر ولا سبيل لإرسالها إلا عن طريق الجيش , إعذريني حبيبتي عن تأخري ولكن البلاك هوك الخاصة بنقل الرسائل تعرضت للإسقاط على يد الإرهابيين ..نعم هذا ما حدث ..ثم إكتشفت لاحقا أنها سقطت بنيران صديقة ..!
 تبا للبلاك هوك وسحقا للنيران الصديقة فهي نفس النيران التي  مزقت ليديا الى خمسة عشر قطعة جمعتها وزملائي في كيس ..هي نفس النيران التي جعلت توني يحكي لنا كيف سقطت قذائف الهاون على معسكرهم ليلا  ليجد زميل غرفته يبكي في هسيتيرية وقد بلل سرواله  عندما سقطت القذيفة بجانبه ولم تنفجر وقتها ولكنها انفجرت لاحقا أثناء محاولات إبطالها من قوات الجيش المحلي الأغبياء ، أو تدرين كم كنت أتمنى ان اتصل بالانترنت كي أرسل لك هذه الرسائل .. لكنهم يمنعوه عنا لأن أربعة من المارينز  إغتصبوا فتاة وباعوا التسجيل  لموقعهم الجنسي المفضل ..
عليهم اللعنة لو رأيتهم كيف يفرون عند المواجهة ..جبناء ونحن من نتحمل تبعات مثل هذه التصرفات الغبية لقد أخبرني أحدهم أن إمرأة قطعت عنق احدهم بأسنانها عندما حاول ان يغتصبها  وكيف  أن زميله أطلق الرصاص من شدة الرعب و لكن أطلقه عليها وعلى زملائه ثم قتل نفسه !
 
لا تتعجبين فمثل هذه الأشياء ليست غريبة في الجحيم ..  لا اعلم مالذي اصاب الجنود اشعر أنهم بعيدون عن أحاسيس البشر ولا عجب فمعظمهم من ارباب ال الجرائم ومروجوا المخدرات ..
أحيانا أبكي في المرحاض أو عندما أنام أو عندما اجد نفسي بعيدا عن الرفاق .. أشعر أن في قلبي وحشة .. أشعر أنني في المكان الخطأ .. مازلت أتسائل لم انا هنا ؟ .. لو استطعت أن أفدي بمالي نفسي من هذا الجحيم لفعلت  .. نحن في سجن في قاع الجحيم يقتل زبانيته يوميا أحدنا .. لا أريد ان احزنك ولكني لا أجد سواك كي أبثه همي  .. صلي من أجلي دوما .شوقي وعظيم حبي ..
ديفيد جونز في الخامس عشر من أيلول 2006

*********
 أكتب اليوم وقلبي لا يتوقف عن النحيب و الرجفه ... لا أدرك الزمن .. يكاد وجهي ان يحترق من سخونه أدمعي الحمقاء ... ما فعلت اليوم لن أنساه ما حييت ... ما ارتكبته يدي لن يمر بخير ... كيف بك عندما يتملكك الهلع .. ويتمكن الرعب من نبض قلبك ؟؟... كيف بك اذا كان كل ما تسمع هو وفاة زميل .. او جمع أشلاء آخر ... وكيف بك و انت تري زميلتك الحسناء بلا رأس؟؟؟
أنا لا اختلق الأعذار .. لكنها ما دفعني الي فعلتي الرعناء ... فقد تردد كثيرا أنهم يحملونها ... لا يهابون الموت .. هم سواء في الإقبال عليه ..نساء كانوا أو أطفال أو شيوخ أو شباب مراهقين .. ذلك فضلا عن الرجال ....فهم لا يتورعون عن تفجير  أنفسهم و قتلنا معهم ..عندما هوت القذائف و تعالى الصراخ .. وتساقط الجنود .. رأيتها تجري ... ممسكة بلفافة زرقاء ... كانت كما لو أنها قد نبتت من الأرض ... الخوف الأسود قد ارتسم علي ملامحها الصغيرة الجميلة .... البراءة في حدقات عيناها... كيف لم أري كل ذلك ... كيف فقدت شعوري وإحساسي الذي طالما وصفت بانني اتميز به عن سواي ...
كيف ... كيف ... كيف .. صوت صرختها يتردد في اذني ... نظراتها تكاد تقطع نياط قلبي ....  أوتدرين ما كان باللفافة ؟ لقد كان بها قطع من الخبز الجاف ..
كم أتمني أن أعود الي كوخي الجميل علي الساحل ... كما أتمني لو أقطع كل ما رأيت و سمعت هنا من شريط ذكراياتي ... كم أشتاق إليك خليلتي ... كما اود ان أنسى ... أختفي .. أتلاشى من الوجود ...
ديفيد جونز

*************

إنها تطاردني في كل مكان اذهب اليه ... إنها تمعن في تعذيبي .. لا تكف عن البكاء طوال الليل ... لا تكف عن جذب ملابسي ... لا تكف عن الموت أمامي ... أتوسل إليها كل يوم .. فلا تسمعني .. لا تكتفي الا بالبكاء .. و الصراخ و العويل .. ثم الموت ...أكتب هذه الرساله و قد عزمت أمري .. أكتبها لكل من فكر بأن يخلفني .. او يأتي إلي هنا ...أكتب رسالتي وهي بجواري .. تمسك يدي .. ولأول مرة أرى السعادة بعينها .. لأول مرة أراها تضحك ... هل قد علمت بما أنا مقدم عليه ... . الآن تتعاكس إراداتي .. و تتكسر أمنياتي العريضة و حياتي السوداء .. اللعنة علي ذاك الشعور ... فلتلعنني السماء والارض ... لم أعد أطيق ذلك ...حتي سلاحي لم اجرؤ علي إستعماله لآخر مرة .. لذلك سأستعيض عنه بحبل ثخين ...إنها لا تكاد تصبر حتي تري نهايتي ... وأنا لم أعد أتحمل ذلك الضغط الهائل من نظرات عينيها ..أنا ديفيد جونز ... برتبه رقيب في قوات المارينز ... قد أعددت نهايتي بنفسي، وكتبت رسالتي الأخيرة لعلها أن تصل إليكم .... لا تبعثوا بأبنائكم الي العراق فهنا الجحيم بعينه ..
..
ديفيد جونز ... آخر لحظات حياته اللعينه
***********

تأملت جثته المعلقه في مروحة السقف.. ونظراته الخائفة ...حتي قطعت تأملاتي بسؤالها ..
-
سيدي هل نبلغ الإدارة العليا بسبب الوفاة ؟
أجبتها بأن لا داعي وليكن الأمر حادث عرضي .. فنشر أمر كهذا سيدمر معنويات جنودنا المدمرة من الأصل ..
-
والرسائل هل نرسلها لصديقته
قومي بحرقها ..تقبلت ردي بامتعاض .. ثم ولت ذاهبه .... أعدت قراءة الرسائل الخاصه بالرقيب "ديفيد" .. واستغرقت في كلماتها ولم أفق إلا علي بكاء طفل صغير مهشمه رأسه ... تحمله امرأة تغطي الدماء رأسها ...كلاهما يبغي الانتقام ... كلاهما يبغي إرسالي إلى الجحيم....
....
وانتهت كلماتي



عن كلماتي المنتهية

لَا أَزْعُم الْبَرَاعَة الْأَدَبِيْة ، وَلَا الْدُّرْبَة الْلُّغَوِيَّة ، وَلَا الْمَوْهِبَة الْفَذَّة ... لَكِنَّنِي أَنْزِف كَلِمَات إِنْتَهَى فُؤَادِي مِن بَثَّهَا قَبْل أَن تُفْرِغ أَنَامِلِي مَن خَطَّهَا هَاهُنَا ... كَلِمَات تَخْتَص بِكُل هُم يُجَيِّش فِي نَفْسِي ، وَكُل كُرَب يُخَيِّم عَلَى أُمَّتِي، وَكُل بَارِقَة أَمَل تَتَخَلَّل عَتَامَة الْوَاقِع كَي تُنْيْر لَنَا الْطَّرِيْق .. كَلِمَات أَسْأَل الْلَّه أَن يَكْتُب لَهَا الْقَبُوْل وَيَجْعَلُهَا لَنَا لَا عَلَيْنَا ... فَرُبَّمَا نَفْنَى وَتَفْنَى مَعَنَا الْكَلِمَات ، وَرُبَّمَا يَبْقَى لَهَا أَثَر .. لَكِن الْشَّاهِد لَنَا أَنَّهَا سَتَنْتَهِي مُهِمَّا طَال بِهَا الْأَمَد ... مُرَحِّبا بِمَن يَقْرَأُنِي حَيْثُمَا كَان .. وانتهت كلماتي

شاركهم الكلمات إن أعجبتك !

ShareThis

بعض من أحبوا المكوث هنا